اللهم علمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم

مرحبا بك على ليسي نت هنا سوف تجد جميع الدروس الخاصة بالمستوى الثانوي التأهيلي وكذلك نماذج الامتحانات والبحوث الجاهزة، سوف تحصل على كل ما تريد وبكل سهولة فقط عليك أولا تحديد المستوى ثم الشعبة أسفله

السبت، 29 سبتمبر 2012

الدرس اللغوي: خروج الخبر عن مقتضى الظاهر

جذع مشترك اداب: اللغة العربية

الدرس اللغوي: خروج الخبر عن مقتضى الظاهر


ملاحظة الأمثلة :
1-    إن العلم نور يبيد ظلمات الجهل
2-    تقول لمن يعق والديه : "إن بر الوالدين لواجب"
3-    قال تعالى : "وإلهكم إله واحد"

إنَّ مجيء الخبر خاليا من المُؤكدات، أو مؤكدًا بمؤكد واحد، أو أكثر، وَفقا لحال المخاطب الذي يكون خالي الذهن، أو مترددًا، أو منكرًا، هو أمر يقتضيه ما يظهر لنا من حال المخاطب، إلا أنَّ هناك اعتباراتٍ قد تحملنا إلى مخالفة ظاهر حال المخاطَب، فقد ينزل المخاطب المنكِر منزلة غير المنكِر، كقوله تعالى مخاطبًا من ينكر ألوهيَّته:: " وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " البقرة : 163
والظاهر يقتضي أن يكون الخبر مؤكدًا بمؤكدين أو أكثر، لأن المخاطبين منكرون للوحدانية إلا أن الخبر هنا جاء خاليا من المؤكدات، باعتبار أن هناك من الدلائل ما يغني عن تأكيد الوحدانية.
وفي قوله تعالى: " ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ" المؤمنون: 15
جاء الخبر مؤكدا بمؤكدين هما: (إنَّ) و (اللام) والظاهر يقتضي أن يكون الخبر خاليا من أدوات التوكيد، فما من أحد ينكر حقيقة الموت، وإنزال غير المنكِر هنا منزلة المنكِر، باعتبار أن غفلة الناس عن الموت يظهرهم كأنهم منكرون له.
وفي قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ" الحج: 
أنزل المخاطَب خالي الذهن منزلة السائل المتردد، فالظاهر 1 يقتضي أن يكون الخبر خاليا من أدوات التوكيد؛ لأن المخاطب خالي الذهن من الحكم (إن زلزلة الساعة شيء عظيم) لكن تقدم في الكلام ما يشعر بنوع الحكم (يا أيها الناس اتقوا ربكم) مما جعل المخاطَب متطلعًا إلى الحكم ظاهرا بصورة السائل المتردد؛ فجاء الخبر مؤكدا بمؤكد واحد هو (إنَّ) 
نتبين مما سبق أن الخبر يجري على خلاف مقتضى الظاهر لاعتبارات هي:


1- وجود دلائل وشواهد كافية لرد المنكِر عن إنكاره فيجعل كغير المنكِر.
2- ظهور علامات الإنكار على غير المنكِر فيُجعل كغير المنكر
3- وجود ما يشير في سياق الكلام بحكم الخبر فينزل خالي الذهن منزلة السائل المتردد.

وهذه أمثلة محلولة على الدرس السابق: 
(1) قال تعالى: {وَلا تخاطبني في الذينَ ظَلَموا إنهُمْ مُغْرَقُون}.
في هذه الآية نجد المخاطب خالي الذهن من الحكم الخاص بالظالمين، وكان مقتضى الظاهر على هذا أن يُلْقَى إليه الخبر غير مؤكدٍ، لكن الآية الشريفة جاءت بالتوكيد، فما سبب خروجها عن مقتضى الظاهر؟ السبب أن الله سبحانه لما نهى نوحاً عن مخاطبته في شان مخالفيه دفعه ذلك إلى التطلع إلى ما سيصيبهم فنزل لذلك منزلة السائل المتردد؟ أحُكِمَ عليهم بالإغراق أم لا؟ فأجيب بقوله: {إنهم مغرقون}.

(2) قال تعالى: {وَمَا أبرئ نفسي إنَ النَّفْس لأمَّارةٌ بالسُّوء}.
المخاطب في هذه الآية خالي الذهن من الحكم الذي تضمنه قوله تعالى: {إن النفس لأمارة بالسوء} غير أن هذا الحكم لما كان مسبوقاً بجملة أخرى و هي قوله تعالى: {و ما أبري نفسي } و هي تشير إلى أن النفس محكوم عليها بشي غير محبوب أصبح المخاطب مستشرفا متطلعاً إلى نوع هذا الحكم، فنزل من أجل ذلك منزلة الطالب المتردد و ألقي إليه الخبر مؤكدًا.
(3) وقال حَجَل بن نضلة القيسي:
جاء شَقِيقٌ عارضاً رُمْحَه.... إنَّ بَنى عَمِّكَ فِيهمْ رِمَاح *
في قول حَجَل بن نضله فإن شقيقاً لا ينكر رماح بنى عمه، ولكن مجيئَه عارضاً رمحه من غير تهيؤ للقتال ولا استعدادٍ له، دليل على عدم اكتراثه. و على أنه يعتقد أن بنى عمه عُزْل لا سلاحَ معهم، فلذلك انْزل منزلةَ المنكرين أكد له الخبر وخوطب خطاب المنكر، فقيل له: "إِن بنى عمك فيهم رماح ".

(4) الجهل ضار: (تقوله لمن يُنكر ضرر الجهل) 
في هذا المثال: فإن لدى المخاطب من الدلائل على ضرر الجهل ما لو تأَمله لارتدعَ عن إِنكاره، ولذلك ألقي إليه الخبر خالياً من التوكيد.

{ من كَتَمَ علما نافعا جاءَ يَومَ القيامةُ مُلجَماً بلِجام من نار} شارك هذا مع أصدقائك على المواقع الاجتماعية

أضف تعليق